The winning entry has been announced in this pair.There were 5 entries submitted in this pair during the submission phase. The winning entry was determined based on finals round voting by peers.Competition in this pair is now closed. |
أصبح السفر كله اليوم مجرد وسيلة لتحريك كاميرا من مكان لآخر، وبات كل المسافرين تحت حكم العدسات صاحبة السلطة المطلقة. فالزائرون من ذوي الطراز القديم الذين لا يبتغون سوى الوقوف وتسريح النظر بعيونهم التي عفاها الزمن، هؤلاء تتم تنحيتهم جانبًا من طرف المصورين الذين يعتقدون اعتقادًا راسخًا أن لا شيء يمكن أن يتحرك أو يعبُر مجالهم البصري بينما يؤدّون طقوس تصويب عدساتهم وتحديد مرماهم. وهكذا يجب على تلك النفوس الغريبة، دون كاميرا، أن تفسح المجال لأولئك المشغولين حقًا، ويجب عليها أن تنتظر ريثما تتم الطقوس، وأن تُضحِّي بوقتها بينما تتوقف حافلات نقل بأكملها لتطلق عنان هذا الرب المعبود المسمى "إنستاماتيك" في رحاب الطبيعة. ويحاول سكان بلدان بأكملها أن يحصلوا على ما يقدرون عليه من أكلة اللحوم البشرية، إذ يرون أنفسهم مُلتهَمين ومُبتلَعين وممتصّين داخل العين كحيلة الطرف التي تحدق فيهم. تريد تصوير حصاني أو جملي؟ عليك أن تدفع! من الجائز أن لا يكون كل ذلك مهمّا إذا تم إنجاز أي شيء ذي قيمة. أي إذا استطاعت، في آخر المطاف، تلك الغوغاء المتواصلة وذلك النقر المستمر على الأزرار، أن تُنتج ما لم يكن موجودًا من قبل: اصطياد صور للجمال أو الإفصاح عن حقيقة. لكن المحزن أن لا شيء من ذلك يتم. إن الكاميرا هي مجرد خربشة جدارية أضفيْنا عليها سمة الاحترام. الكاميرا هي الوسيلة التي نطبع أنفسنا بواسطتها على كل شيء نشاهده، وذلك تحت غطاء تسجيل عجائب العالم. تلك العجائب التي تم في واقع الأمر تسجيلها بإبداع من طرف محترفين، وهي متوفرة للبيع لدى أقرب مكتبة أو بائع صحف. لكن ما الجدوى من إطلاع "العمّة مود" عند العودة إلى المنزل على بطاقات المناظر الطبيعية لمنطقة تسكانا بإيطاليا، إن لم نكن داخل الصورة لنثبت أننا كنا هناك؟ لا تكتسي أيّة تلّة صخرية صبغة الحقيقة إن لم أكن ضمنها. لا يوجد أيّ نصبٍ تذكاري إن لم تكن زوجتي متكئة عليه. لا أهمية لأي معبد دون أن يكون وجهي بابتسامته العريضة جانبه. أنا أستحوذ على كل ما هو جميل بواسطة الكاميرا الخاصة بي؛ أمتلكه، فألويه ليًّا، وأروّضه، ثم أعيد تشكيله على الجدار الفارغ في غرفة جلوسي لأثبت للجمهور المختار من أصدقائي وأسرتي تلك الحقيقة المطلقة الحيوية والفريدة المتعلقة بتلك الأشياء الجميلة: لقد شاهدتها، كنت هناك، وصوّرتها؛ ولذلك فهي موجودة. المصدر: "تصوير الهواة: العالم كما ليس هو وصديقنا فريد" Amateur Photography: the World as it isn't and our Fred بقلم جيل تويدي Jill Tweedie. صحيفة الغارديان. | Entry #2521 Winner
|
لم تعد الرحلات السياحية الآن سوى مجرد وسيلة لتحريك الكاميرا من مكان لمكان، فكل السائحين يخضعون لسلطان العدسة صاحبة الجلالة. أما الزوار عتيقو الطراز لدرجة أنهم لا يتمنون إلا أن يقفوا وينظروا بأعينهم التي عفا عليها الزمن، فهؤلاء يزيحهم المصورون الذين لا يساورهم الشك في أنه لا شيء سيتحرك أو يعيق إبصارهم بينما يقومون بشعائر ضبط بؤرة التصوير. فتلك الأرواح غريبة الأطوار التي ليس معها كاميرا وجب عليها الانتحاء جانباً لمن هم أكثر انشغالاً، والانتظار بينما تقام الشعائر، وارتقاب الوقت ريثما مركبات بأكملها تقف وتطلق عنان الإله الفوتوغرافي (إنستاماتك) على الطبيعة. وإذ يرى سكان دول بأسرها أنفسهم قرابين بشرية، وقد امتصتهم داخلها تلك العين المحدقة ذات الحلقة السوداء، فحينها ينتزعون ما يستطيعون من آكلي لحوم البشر. هل تريد تصوير منزلي؟ ربما جملي؟ إذن ادفع الثمن. ولعل أياً من ذلك لم يكن ليمثل فارقاً، فقط لو تمخض عنه أمر يستحق... لو أن كل الانهماك والنقر المستديمين أنتجا من ناحيتهما شيئاً لم يكن موجوداً من قبل، كصور لجمال اقتُطِف أو حقيقة قيلت. لكن للأسف ليس هذا هو الحال. فالكاميرا - ببساطة - تعطينا زخرفات جدارية نالها من الاحترام بعضه. الكاميرا هي الوسيلة التي نطبع بها ذواتنا على كل ما نراه بدعوى تسجيل عجائب العالم، والتي بالفعل قد سجلها محترفون ويبيعها كل متجر كتب أو بائع جرائد عند أية ناصية. لكن ماذا سنرِي العمة (مود) عند عودتنا للوطن؟! أنريها بطاقات بريدية للطبيعة في (توسكاني)، ما دمنا لا نظهر في الصورة لنثبت أننا كنا هناك؟ لا حقيقة لأي امتداد صخري إلا إذا كنتُ فيه. لا يوجد أثر إلا لكي تستند إليه زوجتي. ما من معبد يثير الاهتمام بدون وجهي المبتسم بجواره. بآلة تصويري أستولي على كل شيء جميل... أمتكله... أقلصه... أروضه... أعيد إنتاجه على حائط فارغ في غرفة جلوسي لأثبت لجمهور مختار من أصدقائي وعائلتي الحقيقة الأساسية الوحيدة بخصوص هذه الجماليات: أنا رأيتها، أنا كنت هناك، أنا التقطت صورها، ومن ثمّ هي موجودة. من "التصوير الفوتوغرافي للهواة: العالم كما لا يكون وصاحبنا (فريد)" بقلم (جيل تويدي) بجريدة الجارديان | Entry #2425 Tamer Elzein (X)
|
صارت الأسفار في زماننا هذا مجرد وسيلة لنقل كاميرا من مكان إلى آخر، وما من سائح في هذا العصر إلا ورقبته خاضعة لسلطان العدسة الجبارة. أما سائحو "الدقة القديمة" الذين تنتهي أمانيهم عند الحملقة بأعينهم المجردة التي فاتها ركب الزمان فلا ينالهم إلا الإزاحة بأيدي المصورين أصحاب عقيدة تحريم تحرك أي شيء آخر أو اختراقه لمجال رؤيتهم أثناء إقامتهم لشعائر ضبط الصورة، حيث يجب على هذه الأنفس الشاذة التي لا تحمل كاميرا إفساح المجال لأصحاب المهام الأرقى، ويتحتم عليها الانتظار حتى تنقضي الشعائر، ويتعين عليها لزوم السكون التام إذا توقفت حافلات وسلطت حمولاتها الكاملة على آفاق المشهد لتخضعها لهيمنة المعبود الفوتوغرافي. وفي المقابل، تستشعر شعوب كاملة أنها تتعرض للالتهام والبلع والشفط عبر تلك العين ذات الهالة السوداء، فترد باعتصار كل ما يمكنها من هؤلاء المفترسين. عاوز صورة بيتي أو جملي؟ اطلع بالمعلوم! ولو كان شيءٌ من ذلك يفضي إلى أي إنجاز ذي بال، ولو تمخض عن كل هذا الانشغال والطقطقة المتواصلين ابتكار غير مسبوق – صورًا تحكي الجمال أو تنطق بالحقيقة - لكان الخطب يسيرًا، ولكن هيهات هيهات، فالواقع أبعد ما يكون عن ذلك للأسف الشديد، ولا تعدو الكاميرا أن تكون كرسام شوارع ألبس ثوب وقار. الكاميرا هي الوسيلة التي نطبع بها أنفسنا على كل ما نرى بذريعة تسجيل عجائب الدنيا، التي هي بالفعل مسجلة بشكل بديع على أيدي محترفين ومعروضة للبيع في كل كشك جرائد، ولكن ما جدوى عرض بطاقات بريدية تبين معالم باريس على الخالة عزيزة عند عودتنا إلى الوطن إذا خلت تلك الصورة من أي برهان على غشياننا تلك المعالم؟ ليس لأي تكوين صخري مهما عظم حقيقة ما لم أكن أنا عليه. ليس لأي معلم أثري وجود لولا اتكاء زوجتي عليه. ليس لأي معبد أهمية إن لم يحاذه وجهي الباسم. بكاميرتي أستولي على كل شيء جميل وأستحوذ عليه وأقلصه وأسخره وأعيد تكوينه على جدار غرفة معيشتي الخالي لأبرهن به لنخبة مختارة من الأصدقاء والأقرباء على الحقيقة الوحيدة ذات الأهمية المطلقة في هذه الأشياء الجميلة: أنني رأيتها وكنت عندها وصورتها، وبالتالي فهي موجودة على الحقيقة. من "فوتوغرافيا الهواة: العالم على غير حقيقته وصاحبنا فريد" بقلم جيل تويدي في جريدة "ذا جارديان" | Entry #2479
|
ما السفر حاليا إلا حركة كاميرا من مكان إلي الآخر، جميع المسافرين تحكمهم سطوة العدسة. إن زائري الطراز القديم الذين يريدون مجرد الوقوف والنظر بأعينهم التي قد عفا عليها الزمن يتم دفعهم جانبا من قبل المصورين الذين حين يقومون بطقوس ضبط العدسات يكون من الأمور المسلم بها أن لا يقوم احد بالتحرك أو بالعبور أمامهم. إن على هذه الشخصيات الغريبة التي لا تحمل كاميرا التنحي جانبا لإفساح الطريق لمن هم مجهزون بشكل أفضل وعليهم الانتظار حتى تتم المراسم وتحمل ضياع وقتهم أثناء وقوف الحافلات الضخمة في الساحات لتطلق صراح إله الكوداك. عندما يرى سكان هذه البلاد أنهم يتم التهامهم وشفطهم داخل هذه العين السوداء المستديرة يقومون بالاستيلاء على ما يستطيعون من هؤلاء آكلي لحوم البشر. هل ترغب في صورة لمنزلي أو للجمل؟ ستدفع. هذا ليس أمر ذات قيمة في حالة أنه يتم انجاز شيء ما. لو أن كل هذا الصخب والنقر ينتج في النهاية شيء لم يكن موجودا من قبل مثل صور ذات جمال أخاذ أو حقيقة ما و لكن للأسف إن هذا لا يحدث. أن الكاميرا لا تمثل شيء سوى فن الجرافيتي ولكن بصورة مهذبة. إن الكاميرا هي وسيلتنا لنسخ أنفسنا على كل شيء بدعوى أننا نسجل روائع العالم التي هي في الأصل مسجلة بشكل رائع من قبل محترفين و معروضة للبيع بجميع محلات الكتب و الجرائد. ولكن ما هو مغزاي أن نرى العمة مود صور المناظر الطبيعية لتوسكان ونحن لسنا في الصورة لنثبت أننا قمنا بزيارة المكان؟ إن اى امتداد لصخور لن يكون له معنى إن لم أكن أنا به. لن يكون لأى معلم وجود بدون زوجتي التي وقفت تميل بجانبه. أن اى معبد لن يكون ذات أهمية لولا وجهي الباسم. أنا أختار ما هو مناسب بالكاميرا وأملكه وأصغره وأتحكم به لأعيد انتاجة في غرفة المعيشة عارية الجدران لأثبت لمجموعة مختارة من الجماهير من العائلة و الأصدقاء أن هناك حقيقة واحدة لهذه الصور الجمالية وهو أنني رايتها و كنت هناك وقمت بتصويرها وها هي أمامكم. من "تصوير هاو: العلم كما هو ليس في الحقيقة و فرد" من قلم جيل تويدى | Entry #2518
|
كل السفر الآن مجرد وسيلة لتحريك الكاميرا من مكان إلى مكان، فكل المسافرين تحكمهم العدسة ذات القوة الكلية. الزائرون ذوي طراز قديم بدرجة كافية ليرغبوا في الوقوف والنظر بعيونهم المنطوية على مفارقة تاريخية يدفعهم المصورون جانبا الذين يفترضون أنهم بينما ينهمكون في شعائر تعديل البؤرة لا شئ آخر يمكنه التحرك أو عبور مجال نظرهم. وأولئك غريبي الأطوار الذين لا يحملون كاميرا عليهم التنحي جانبا لأولئك الذين لديهم مهمة لائقة، عليهم الانتظار بينما تتم الشعائر، عليهم تمضية وقتهم بينما تقف حافلات كاملة تطلق العنان على المنظر إله الكاميرا الفورية. وسكان بلدان كاملة وهم يرون أنفسهم يفترسون، يبتلعون، يشفطون في العين المحاطة بدائرة سوداء، ينزعون ما يقدرون عليه من المفترسين. تريد تصور بيتي، جملي؟ ادفع. ربما هذا كله ما كان ليؤثر إذا كان هناك إنجاز يستحق العناء. إذا كان كل الانشغال الدائم والطقطقة الناتجة في نهايته ينتج ما لم يكن موجودا من قبل، صور جميلة تلتقط أو حقائق تقال. ولكن، للأسف، هذا ليس حاصل. الكاميرا ببساطة جعلت من شخبطات شئ محترم. إن الكاميرا وسيلة من خلالها نطبع أنفسنا على كل ما نراه، تحت ستار تسجيل عجائب العالم التي سبق تسجيلها بشكل مذهل من قبل مهنيين ومتاحة للبيع في كل دكان قرطاسية وجرائد على ناصية. ولكن ما فائدة عرض بطاقات بريدية لمنظر طبيعية في توسكاني على الخالة مود في الديار حيث أننا لسنا في الصورة لإثبات أننا كنا هناك؟ لا يوجد أي امتداد صخري له حقيقة ما لم أكن من ضمنه. لا يوجد أي نصب أثري لولا أن زوجتي تتكئ عليه. لا يوجد أي معبد ذو شأن دون أن يكون وجهي بجواره مبتسما ابتسامة عريضة. بكاميراتي أستولي على كل جميل، أمتلكه، أصغره، أدجنه، وأعيد إنتاجه على جدار خالي في غرفة جلوسي لأثبت لجمهور مختار من الأصدقاء والأقارب الحقيقة الحيوية بلا ريب عن تلك الأشياء الجميلة: أنني كنت هناك، وأنني صورتها، وهكذا فهي موجودة. من "تصوير الهواة: العالم كما ليس هو وصاحبنا فرِيد" بقلم جيل تويدي في صحيفة الغارديان. | Entry #2444
|